· الزواج في كشمير :
كشمير منطقة تعد واحده من أجمل بقاع العالم وقد وصفها أحد الشعراء الفرس بقولة : لو أن هناك جنه علي الأرض فأنها ها هنا, وبالرغم من جمالها فأنها أيضا واحده من بؤر التوتر الساخنة في العالم.
تقع هذه الولايه جنوب شمال الهند وتحدها باكستان من الناحيتين الغربية والشمالية وتحيط بها الصين من الناحيتين الشمالية والشرقية .
وتضم العديد من الممرات والمرتفعات الشاهقة , وهي تحتل موقع أستراتيجي هام تفاخم الصين وروسيا ولا يفصلها عن الاخيره سوي شريط ضيق من أراضي أفغانستان وتضم أيضا واديان هما وادي جمو وكشمير وتكثر فيها الأنهار ومساقط المياه معظم سكان كشمير من البتهان والمغول اكثرهم مسلمون ويختلفون عن أبناء شبه القاره من ناحية الشكل واللغة اذا أنهم بيض البشره ويتحدثون باللغة الكشميرية التي تكتب بالخط العربي والفارسي ولغة الولاية القومية وهي اللغة الأرية ومع تقسيم شبه القاره عام 1947 الي دولتين هما باكستان والهند ظهرت مشكلة هذه الأمارة التي كان يرأسها جلاب سنجه الهندوكي , وأصتدم الصراع بين الدولتين باكستان والهند علي أحقية كل منهما بأقليم كشمير ومنذ الأربعينات والحروب والمناوشات قائمة بين البلدين ومن هنا لا تدخل في جذور المشكلة وأنما نلقي الضوء علي عادات هذا الشعب الذي راح ضحية سياسة الدولتين .
عدد سكان هذه الولايه من خمسه ملايين نسمه يدين حوالي 80%منهم الاسلام والباقي الهنادكه والبوذين .
يعتبر الشعب الكشميري من أنشط أبناء شبه القاره ولهذا نجدهم في معظم أقاليم الهند وباكستان ولكن غالبيتهم يقيمون في مناظق البنجاب المجاوره لهم ,حيث نزح الكثير منهم بعد النزاع الذي حدث بين الهند وباكستان وانقسمت الولاية بين الدولتين فأصبح ثلث الأقليم يخضع تحت سيطرة باكستان والباقي يخضع لسيطرة الهند .
لاشك أن الهجره التي حدثت للشعب الكشميري من الموطن الأصلي الي الأقاليم الأخري جعلتة يتبني بعض عادات وتقاليد الأقاليم الأخري الا أن هناك بعض العادات التي يتمسك بها أهل كشمير أينما ذهبوا .
· من هذه العادات الزواج :
يبدأ الزواج بالخطبة ,ويقوم بترتيبها الأصدقاء والأقارب بين الشاب والشابة ,والزواج تقريبا يتم داخل القبيلة ولكبير القبيلة رأي منهم في أتمام هذه الخطبة أو رفضها وعندما تتم الخطبة ويتفق الطرفان ويعلن عن تاريخ الزفاف .
ومن المؤسف أن وجود البنت في المجتمع الكشميري شأنهم في ذلك شأن بقية أهل شبة القاره يعتبر طامة كبري وهذا يسبب لعنه جهاز العروس الذي يتحمله والد العروس من الألف الي الياء .
· مايوں: وعندما يقترب موعد الزفاف أسبوع تقريبا تمنع البنت من الخروج من المنزل ويبدأ أقاربها في أعدادها لهذا الزواج سواء من زينة او حياكة الملابس وغير ذلك من الأمور التي تسبق الزفاف .
· ليلة الحنة :
وهي الليله التي تسبق الزفاف ,وتسمي عندهم بليلة الزيت حيث توضع مختلف أنواع الزيوت في شعرها ,ويقوم أقاربها من الفتيات برسم الحناء علي يدها ورجليها ,ويغنين لها أغاني خاصة تتعلق بهذه الليلة .
أما العريس فيقوم أهله أيضا بوضع الزيت والحناء في يده ويرتدي أصدقاءة لبس الفتيات ويرقصن ويغنون أغاني الأحبة بهذه المناسبة طوال الليل وأحتساء الشاي الأخضر من أهم المشروبات في هذه الليلة .
· موكب العريس "بارات ":
يبدأ موكب العريس في الصباح الباكر أي قبل طلوع الفجر حيث يرتدي العريس ثيابه الجديده ,ويقوم أحد أقرباءه بوضع العمة علي رأسه ,ويوضع الشال المهدي له من قبل العروس علي كتفه , ثم يمتطي الحصان ويتبعه أصدقاءه وأحباءه راكبين خيولهم والأن تطور الأمر وأصبح أهل كشمير خاصة أهل المدن يذهبون الي العروس بالسيارة ولكن قبل الذهاب الي بيت العروس لابد للعريس وأهلة أن يذهبوا الي أحد مزارات أولياء الله الصالحين تبركا به وقراءة الفاتحة ,ويتقدم موكب العريس حملة المشاعل وفرقة موسيقة تعزف بعض الألحان الخاصة بهذه المناسبة حتي يصلوا الي بيت العروس .
· عقد القران :
يستقبل أهل العروس العريس ومن معه بحفاوه بالغه حيث يأخذونه الي دار الضيافة خاصة بهم حيث يقدمون لهم كل ما في وسعهم من مأكولات ومشروبات معدة خصيصا لهم وفي وسط هذه الدار يجلس العريس علي أريكه خاصة يطلق عليها أريكة الملوك .ويتم عقد القران عن طريق مأذون كما هو منبع في مصر والبلاد العربية .
· الوليمة :
يقوم أهل العروس بتقديم الولأئم بعد عقد القران مباشرة ويهتمون بهذه الوليمة أهتماما بالغا حيث يتباري الجميع في أظهار أكرامه وذلك يتقدم أجود أنواع المأكولات والمشروبات ويدعي لها كل الأحباب والأصدقاء ومن لم يحضر هذه الوليمة من الأقرباء والأصدقاء يعلن عن سبب عدم حضوره .
يتميز أهل كشمير بتقديم طبق خاص لهم في هذه المناسبة يطلق عليه" لاكشنابه " وهو عبارة عن لحم مفروم يطهي في عصير العنب والرمان .
· مشاهدة العروس :
العروس والعريس لا يري بعضهم البعض ألا من خلال الصور الفوتوغرافيه غالبا ولكن الرؤية الحقيقة لا تتم الا بعد عقد القران ولها طقوس خاصة تعرف حفل الرؤية العروس يذهب العريس بعد الانتهاء من الوليمة الي بيت العروس حيث تكون العروس في أنتظاره وذلك بعد أعدادها من قبل أهلها لهذه المناسبة .
تجلس العروس علي أريكه مرتفعة ,يلتف حولها الفتيات والنساء وأقاربها وأصدقاءها ويأتي العريس ويجلس بجانبها ثم يأتي أهل العروس بمرأه كبيره , وتكشف وجهها المغطي بالأزهار أو الطرحه وهنا يري أحدهما الأخر لأول مرة مباشرة .
· الزفة:
تودع العروس أهلها وهي تبكي لأنها تبدأ حياه جديده لاتعرف كيف سيكون مصيرها فيها ؟
يبادلها الجميع من ذكور وأناث هذا الشعور ,ويغنون لها أغاني الوداع في جو تمتزج فيه دموع الفرح بالأغاني الجميلة حتي تصل الي بيت زوجها .
بقلم : د0 أحمد محمد أحمد عبدالرحمن القاضي
أستاذ اللغة الأردية بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر